الربيع من اجمل فصول السنة، فالطقس فيه يكون معتدلا، تتفتح الأزهار وتهاجر الطيور ،ويخرج الناس افواجا للاستمتاع بالجو المشمس ،وبالطبيعة الخلابة ،ونتيجة تشبع الهواء بحبوب اللقاح الغبار والأتربة ،وشدة الحرارة ،يتأثر كثير من الناس بحساسية العين ومنها الرمد الطبيعي، فما هو الرمد الربيعي ،وما اسبابه ،وكيفية الوقاية منه ،وما هي طرائق علاجه؟
تعريف الرمد الربيعي:
الرمد: كلمة تطلق على اي التهاب خارجي للعين والتهاب في الملتحمة التي تبطن الجفون ثم تنعكس على سطح العين وتكون على ثلاثة انواع :
- الرمد الصديدي (بكتيري):ويؤدي الى تكون قروح
- الرمد الحبيبي (فيروسي) : ويؤدي الى تكون حلمات وتليفات وهذان النوعان من اهم اسباب فقد البصر في العالم
- الرمد الربيعي ،هو احد ظواهر الحساسية التي تؤثر في ملتحمة العين او ملتحمة الجفن عدد الكثير من الصغار والشباب ويزيد هذه الحالة سوا فرك العين المتواصل .
اما سبب تسمية الرمد الربيعي هذا الاسم فهي نسبة الى فصل الربيع ،وهي حساسية مزمنة تصيب ملتحمة العين (غشا مخاطي رقيق يغطي بياض العين المسمى بالصلبة وكذلك يبطن الجفون من الداخل) وتحدث الاصابة في سن الطفولة ويكون هناك تحسن في معظم الحالات عند سن البلوغ وهو مرض غير معد ،تشتد اعراضه في فصل الصيف بينما تخف الاعراض في فصلي الخريف والشتاء
والسبب الحقيقي للمرض مجهول وقد يعزى الى غبار الطلع وتفتح الزهور ،ومنهم من يعده مرضا من امراض المناعة الذاتية ،وقد يكون هناك عامل وراثي اذ قد نشاهد اصابة اكثر من شخص في عائلة واحدة.
الاشخاص المعرضون لهذه الاصابة:
- الذكور اكثر من الاناث في سن (5-20)سنة
- الاشخاص الذين لديهم استعداد وراثي للحساسية
- الاشخاص الذين يعيشون في المناطق الحارة
اسباب المرض:
- حبوب اللقاح (من الاشجار والحشائش والمزروعات)والتي تكثر وتنتشر في فصل الربيع
- الملوثات الهوائية والأتربة والغبار
- ارتفاع درجات الحرارة وأشعة الشمس (خاصة الاشعة فوق البنفسجية في الصيف ) اعراض المرض:
تتفاوت الاعراض من مريض الى اخر سواء في شدة المرض او تكراره او اسبابه وقد تصاحب حساسية العين حساسيات اخرى بالجسم مثل حساسية الانف او الصدر او الجلد
ومن اهم علامات وأعراض الرمد الربيعي:
- حكة شديدة في العين واحمرارها وتورم في الملتحمة وعدم القدرة على مواجهة الضوء
- زيارة افراز الدموع وظهور افرازات مخاطية تكون على شكل خيوط لزجة
- الاحساس بوجود اجسام غريبة وخشونة في سطح العين
- ظهور نتوءات بيضا متراصة بعضها بجوار بعض في الجفن العلوي من الداخل تؤدي الى انتفاخ وتورم وتهدل وثقل في الجفن وألم شديد في العين
- ظهور تلون جيلاتيني في بياض العين وخصوصا حول القرنية
- التهابات وتقرحات في القرنية وهي من اخطر المضاعفات وقد تؤدي الى ضعف البصر
تشخيص المرض:
يستطيع الطبيب العيون تشخيص الحالة عند مشاهدة العلامات التي ذكرت سابقا ،كما قد يلجا الى اخذ مسحة من الملتحمة لفحصها في المختبر حيث تشاهد بعض الخلايا التي يتميز بها مثل هذا النوع من الحساسية وبذلك يمكن تمييز الحالة من بعض الامراض الاخرى التي تشبهها في الاعراض مثل التراخوما والتهابات الملتحمة الاخرى
طرائق العلاج :
تتكون طرائق العلاج من العلاج الوقائي ،والعلاج بالأدوية:
- العلاج الوقائي:
الوقاية خير من العلاج وخصوصا اذا عرف السبب ،ومن طرائق الوقاية:
- الابتعاد عن تيارات الهواء والغبار وإغلاق النوافذ عند زيادة كمية حبوب اللقاح
- تجنب التعرض لأشعة الشمس ودرجات الحرارة العالية واستعمال النظارات الشمسية في حماية العين من الغبار والأتربة وأشعة الشمس القوية .
وجميع المصادر الحرارية والإشعاعية التي قد تكون سببا في ظهور المرض
- تجنب انواع الماكياج التي تسبب حساسية في العين
- استعمال كمادات الماء البادر لعدة مرات يوميا
- الاهتمام براحة العين ونظافتها واخذ القسط المناسب من النوم من اجل صحة العين وسلامتها
- عدم استعمال العدسات اللاصقة في فترة المرض لأنها قد تؤدي الى التهابات العين الفيروسية والبكتيرية
ب – العلاج بالأدوية:
لابد من التنبيه الى ان العلاج بالأدوية يجب ان يكون تحت اشراف الطبيب المختص ولا يستعمل لفترات طويلة حتى يتجنب المريض الاعراض الجانب ية لهذه الادوية
اما بالنسبة لحالات الرمد الربيعي البسيطة فيكون العلاج كالاتي :
- قطرات الدموع الصناعية (القطرات المرطبة)
- قطرات مضادات الهستامين
- قطرات تمنع افراز الهستامين
اما بالنسبة للحالات الشديدة والتي لا تستجيب للعلاج السابق فيكون العلاج كالأتي :
- القطرات المحتوية على الكورتيزون
- في حالة وجود النتوءات الكبيرة فيكون علاجها اما بالحقن الموضعي لها بالكورتيزون اوكي وازالة المتورمات الليفية جراحيا ويمكن ان تستمر هذه الحالة لعدة سنوات وهي حالة غير معدية
- عدم الاسراف في استعمال قطرات المضادات الحيوية او الكورتيزون الا تحت الاشراف الطبي – قطرات قابضات الاوعية الدموية .
اذن ان حساسية العين الموسمية لا يمكن الشفاء منها، لكن بإمكاننا التخفيف من حدّتها والتعايش معها موسمياً.
