تدريسيون وأهالي طلبة نعم للدوام الحضوري

رئيس التحرير27 أكتوبر 2021آخر تحديث :

النجف اليوم/

اجرت صحيفة الصباح العراقية استطلاعا حول اراء ذوي الطلبة بشأن الدوام الحضوري ف المدارس والتعليم الالكتورني وقد ادمع ذوي الطلبة على ضرورة ان يكون الدوام الحضوري لطلبة المدارس كون التعليم الالكتورني فقد الكثير من روح المنافسة والتحضير اليومي والذي من شأنه (التعليم الالكتروني) ان يهدد العملية التروبية في البلد.. وجاء في استطلاع الصباح إن “بعد عامين من الصراع بين الالكتروني والحضوري، يرى مراقبون تربويون أن أموراً وسلوكياتٍ جديدةً دخلت على العملية التربوية في العراق، منها ان المدرسين والطلبة اعتادوا على نمط لم يألفوه من قبل، بعد أن جرى حذف بعض الفصول في المناهج المقررة، واختصار الدراسة بكورس واحد، غياب التحضير اليومي، وروح المنافسة والصداقات الاجتماعية، واكتفوا بالنجاح، لكن في هذا العام الدراسي الجديد، حسمت الوزارة شكل الدوام الحضوري بأربعة ايام، فماذا كان جواب الهيئات التعليمية والتدريسية والاشراف التربوي والادارات المدرسية، فتعالوا معنا.

أفضّل الدوام الحضوري، وأنا من أشد المؤيدين له، هذا ما قاله مدير اعدادية الحر الرياحي في تربية الكرخ الثانية مضر عباس مهدي، كونه يعزز علاقة الطالب بالمدرسة، من حيث متابعة الدروس والتحضير اليومي، الى جانب أن دوام الطلبة يعزز روح الالتزام الاخلاقي، لأن المدرسة مؤسسة تربوية وحاضنة مناسبة لتعليم الطالب أساليب الحياة اليومية الايجابية، كما ان المتابعة اليومية من قبل المدرسين لمستوى الطالب من خلال الامتحانات اليومية والشهرية، تسهم بفهمه للمادة بنحو أفضل.
وتابع (مهدي): صحيح ان التعليم الالكتروني قد كشف عن بعض عيوب العملية التعليمية، لا سيما حاجة المدرسين للأمور الفنية، الا أنه يفتقر الى زرع الثقة والاخلاق لدى الطالب، لا سيما أن أعمار الطلبة في الاعدادية تحتاج الى توجيهات تستوعب عمر المراهقة في العراق.
وأيده معاون اعدادية «أبي ايوب الانصاري» سعد محسن عباس، أرى أن الدوام الحضوري هو الأنسب هذه السنة، لأن التعليم المباشر له الاثر الكبير في عملية التعلم والتعليم، ولا يضاهيه أي تعليم آخر، ومهما تكن المسميات، لكن يجب أخذ كل الاحتياطات الصحية، لحماية طلبتنا من الامراض وخاصة (كورونا).
مناصفة
اما مديرة ثانوية «نور العلم» داليا سلام، فقالت: أنا أفضل الدوام الحضوري لمدة يومين لكل مرحلة في كل اسبوع، وبعدها نجري تقويما للتجربة، وعلى ضوء ذلك يمكن ان نقرر الدوام حضوريا بنحو جزئي أم بنحو دائمي، لكن ما دامت الوزارة قررت أربعة ايام، فنحن نلتزم بقرارات الوزارة، كما علينا الاستمرار بنظام الانتساب، ويمكننا أيضا ان نستمر بتقليص المناهج، لا سيما اللغة العربية واللغة الانجليزية والرياضيات، وتقليص الحصص لكل المدرسات، ليتسنى لهن الدخول لكل الشعب، يجب أن تكون الامتحانات الشهرية، ونهاية الكورس حضوريا وداخل المدرسة، كما افضل الاستمرار بصيغة تقسيم الطلبة داخل الصف بحيث لا يزيد عدد الطلبة داخل الصف عن (30) طالبة.
مع الحضوري
وبين مدير الالق للمتفوقين سلام محمود: انا مع الدوام الحضوري بنحو كامل بالنسبة للصفوف المنتهية (البكالوريا)، ولمدة (ثلاثة) ايام في الاسبوع للصفوف غير المنتهية، وعدم حذف اي مادة، لكن الوزارة قررت أربعة ايام فنحن معها.
 اذا سألتني عن التعليم الالكتروني (والكلام لمحمود)، فسأقول لك بأنه غير ناجح، لا سيما في المراحل الاولى بسبب (ضعف النت)، وعدم وجود متابعة من قبل الأهل، والشائعات التي يرددها الطلبة، بأن التعليم الالكتروني يضمن النجاح، ما ادى الى تقليل الرصانة في التعليم.
نحن بهذه السنة (يجب على التربية)، توزيع المحاضرين بنحو عادل بين المدارس، وحسب حاجة المدارس لهم، كما انا مع تقليل الحصص للمدرسين على أن تكون بواقع (15) حصة، ولا ضير من تقليل حصص اللغة العربية والانجليزية والرياضيات.
 في حين يرى الاستاذ منذر عبد اللطيف سلمان معاون اعدادية «الوركاء» في تربية الكرخ الثانية، قرار وزارة التربية بجعل الدوام الحضوري باربعة ايام وتعليق يوم السبت، يجب أن يرافقه الاهتمام بالحالة الصحية للطالب بالمقام الاول، فتسمره أمام شاشة الحاسوب او الهاتف المحول سبّبَ له مشكلات صحية بعيدة المدى، لعل ابرزها مرض قصر او بعد النظر، كما ان سلوك الطالب عندما يكون وحيدا يختلف تماما لو اختلط مع اقرانه، فالحالة النفسية تتأثر بموضوع الاختلاط.
وأقول لك (والكلام لسلمان) مهما بلغ العالم من تطور فان العلاقة بين المربي والطالب في داخل الصف، تختلف تماما عن الواقع الافتراضي، لاسيما ان التفاعل مع المادة العلمية يبلغ اوجه في القاعات الدراسية، كما ان التعليم عن بعد لايخلق روح المنافسة بقدر ما يخلقه التعليم الحضوري.
وقفة حكوميَّة
وشدد (سلمان) على أن التعليم الحضوري يلزم الطالب بتهيئة واجباته بنحو مستمر وتعرضه لمساءلة الاساتذة، في حين أن التعليم الالكتروني يجعل الطالب اتكاليا نتيجة تدخل ذويه، اذ يتصل بالبعض لتقديم الاجابات من خلف شاشات الحاسوب على عكس التعليم الحضوري، فضلا عن أن التعليم الالكتروني يثقل كاهل الأسر نتيجة اجور خدمة الانترنت من جهة وتوفير الاساتذة الخصوصيين.
ولا أخفيك الحقيقة في بلد مثل العراق تتعالى الاصوات بين الحين والآخر، خصوصا من قبل ابنائنا الطلبة في ضرورة استمرار العمل بالتعليم الالكتروني نتيجة انتشار الوباء، الا أن جولة سريعة في الاسواق الحديثة والكافيات تبين لنا أن عددا كبيرا منهم يقوم بنشاطات التسوق والجلوس مع الاقران، من دون الالتزام بادنى معايير السلامة، وهذا يقودنا الى امر مهم هو ان الطالب العراقي بدا يعتاد على عدم ارتياد دور العلم، وبدأ يتكاسل في انجاز فروضه الدراسية. وهذا الامر يتطلب من الحكومة وقفة جادة لتقييم الوضع قبل بداية العام الدراسي الجديد، وان تتخذ قرارا جريئا بضرورة عودة الطلاب الى مقاعدهم الدراسية، ان كانت هناك نية حقيقية لبناء هذا البلد الذي تخلف كثيرا عن ركب البلدان المتطورة.
تقويم التجربة
المشرف الإداري في تربية الكرخ الثانية الاستاذ فيصل مدلول يقول: نحن على أعتاب انطلاق العام الدراسي الجديد نجد انفسنا ملزمين باعادة تقييم تجربة التعليم الالكتروني التي اضطررنا لاستخدمها. ولقد تبين لنا حجم ومقدار الخلل الكبير والقصور الواضح والمتراكم بفعل الظروف، التي مر بها العراق ويمر بها منذ سنوات طويلة، ولعلنا لا نضيف الى المحصلة او النتيجة التي ظهرت لنا، فقلت استاذ فيصل كيف وجدتم التجربة بعد التقويم؟، فأجابني بصراحة: إن هذه التجربة لم تكن تناسب الحد الادنى من التعليم ولأسباب عدة، منها عدم تهيئة مستلزمات التجربة بشكل كبير. ولقد حاولت الوزارة بشتى الطرق ايصال الاداء الى جزء مقبول من اجل امداد الطلبة بمعلومات المنهج الدراسي المطلوب، الا أن نسبة الاداء كانت متدنية وتقف في اسفل هرم تلك التجربة.
 وتابع مدلول: فاستخدمت الوزارة تارة المنصة الالكترونية واخرى البث عبر التلفاز التربوي، ثم طلبت تكوين المجاميع بين الطالب ومدرس المادة التي لم تكن بالمستوى المطلوب. وهذه لم تكن تفي بالحد الادنى من ايصال المعلومة الى الطالب المتلقي، الى جانب وجود عوامل خارجة عن سيطرة الوزارة مثل التواصل باستخدام الانترنيت بين الطالب والمدرسة او الطالب والمدرس، فالعديد من المدارس تقع في المناطق النائية والبعيدة عن المركز، واستخدام الوسائل الالكترونية لديهم لا يرقى الى تغطية مفردات المنهج بسبب ضعف الانترنت في مناطق سكناهم وانقطاع الكهرباء ايضا فيها، ما صعب المهمة على الطالب وجعله يعيش في
دوامة.
ضعف في التخطيط
وأود أن اشير لك بحقيقة، لقد وجدنا ضعفا في التخطيط لدى الوزارة وبرأينا كان عليها ان تشكل خلية ازمة مستعجلة تتخذ القرارات السريعة، قبل ان يتفاقم الوضع الصحي وازدياد عدد الاصابات، وكان بالامكان أن يتم تقليص المناهج في حينها وتهيئة مستلزمات اجراء الامتحانات بشكل مستعجل، من اجل عدم اضاعة الوقت، وبالتالي فقدان الالتزامات والسقوف الزمنية لبدء العام الدراسي المقبل، وهو ما تكرر للعام الذي يليه ايضا والذي نحن الان في نهايته، ومع بداية التوقيتات المقررة ظلت الامور معلقة، ولا يوجد اي رد فعل مناسب، مما اوصلنا الى اتكالية عالية ظهرت واضحة لدينا في كل مفاصل العمل التربوي، بدءا من المعلم والمدرس ومرورا بادارات المدارس وانتهاء بالطلبة انفسهم، وللاسف الشديد هذا انعكس على التحصيل العلمي للطلبة وانخفاض المستوى العلمي، وكما ظهر في انخفاض نسب النجاح لديهم.
إحساس الأسر
قلت (لفيصل)، وما الحسنة التي يمكن أن نسجلها للتعليم الالكتروني؟، سأجيبك بصراحة، لعل الحسنة الوحيدة التي أثمرت من هذه التجربة هو احساس الأسر العراقية بشكل عام بمدى المسؤولية الملقاة على عاتق المدرس والمعلم ومدى الصعوبات، التي يعاني منها اثناء التدريس الحضوري، اذ إنهم عرفوا الحاجة الحقيقية للمدرس، وباعترافهم وكانوا دائما يعبرون عن ذلك بكلمات لعل في مقدمتها (الله يساعدكم على دوخة التدريس).
مع الوزارة
 بينما يرى مدير قسم الاشراف التربوي في الكرخ الثانية الاستاذ فاضل خلف عزيز أنه مع توجهات الوزارة التي تميل الى الدوام الحضوري بأربعة ايام، وهي تشجع كثيرا أن ترجع المدرسة ويرجع المدرس والطالب، لكن مع تحقيق المعايير التي تضمن عدم انتشار الوباء بين الطلبة، وكل مسؤوليها يؤكدون قدرتهم على السيطرة على جميع الامور التربوية.
وربما المزاوجة بين الدوامين (والكلام لاستاذ فاضل) مقنعة لاولياء امور الطلبة، ولكن وزارة التربية تعرف مصلحة الطلبة، وهي التي تقرر بحسب الظروف الموضوعية، التي تهم الاسرة والطالب والعملية التربوية.
التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

الاخبار العاجلة