“كيف نقرأ الأخبار العلمية؟”

رئيس التحرير27 مايو 2021آخر تحديث :

النجف اليوم/ متابعة…….

نُشر خبر علمي عن فائدة أكل قطعة من الشوكولاتة يوميا لتسريع تخفيف الوزن، وتحسين مستوى الكوليسترول، ولتحسين صحة الجسم عموما. بدأ الخبر في ألمانيا، حيث نُشرت ورقة علمية على أحد المواقع البحثية، ثم توسعت رقعة الخبر عالميا على الوسائط الإخبارية التقليدية، وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، صدر الخبر في مارس/آذار 2015، وذهب ضحية زيفه كل وسائل الإعلام بالإضافة إلى عامة الناس.

لقد كانت هناك دراسة حقيقية على الشوكولاته، حيث أجريت تجارب على أشخاص بطريقة علمية، واستخلصت معلومات صحيحة، ولكنها عولجت بطريقة غير علمية، وزيفت النتائج عن طريق ما يطلق عليه اصطلاحا “بي-هاكنغ” (p-Hacking)، أي تعديل الأرقام الاحتمالية لتتناسب مع الفرضية التي أراد الباحث أن تنجح، بعد ذلك نُشرت ورقة علمية بالنتائج الزائفة، وقُبلت خلال 24 ساعة في مجلات علمية مختلفة من غير تحكيم (كما هي العادة في تحكيم الأوراق حينما تقدم للمجلات المرموقة).
بعد نشر الورقة كتب الباحثون الخبر الصحفي بأسلوب مثير، وذلك بإضافة بعض الاقتباسات الجذابة، ثم أعدوا المحتوى في لقطة فيديو، ومع ذلك أبقيت المعلومات دقيقة ومتوافقة مع النشر البحثي. كان الهدف هو جذب أنظار الصحفيين لخداعهم، لقد نجح الباحثون في ذلك بجدارة، وبينوا ضعف الصحافة في تمييز العلم الحقيقي من العلم الزائف.

قرأ الناس في أرجاء العالم الخبر وصدقوه، وأضاف بعضهم الشوكولاته لحميتهم، ظنا منهم أن ذلك سيساعدهم في تقليص أوزانهم، وبما أن الخبر انتشر بحماس -كما يحصل في العادة في مثل هذه الأخبار الملفتة للنظر، وبما أن نفي الخبر لا ينتشر بنفس الحماس فستبقى تلك الحمية الزائفة في أذهان الكثير من الناس لفترة طويلة.
ح . ش

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :عدم الإساءة للكاتب او للأشخاص لو للمقدسات او مهاجمة الأديان او الذات الإلهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم

الاخبار العاجلة