النجف اليوم/
يعتبر الحفاظ على التراث الثقافي غير المادي من أهم القيم التي يجب تعزيزها في المجتمعات، حيث يشمل هذا التراث العادات والتقاليد، والفنون الشعبية، والموسيقى، والقصص، والممارسات الاجتماعية التي تشكل هوية الشعوب، ويعكس تاريخ الشعوب وتنوع ثقافاتها، ويعزز من الانتماء والهوية الجماعية، فضلا عن كونه يساعد الحفاظ على هذا التراث في تعزيز الروابط الاجتماعية بين الأجيال، إذ يُنقل من الآباء إلى الأبناء، مما يسهم في تعزيز القيم والمبادئ الثقافية، كما يلعب التراث الثقافي غير المادي دوراً مهماً في التنمية الاقتصادية من خلال تعزيز السياحة الثقافية وتوفير فرص العمل، علاوة على ذلك، يسهم في تعزيز الحوار والتفاهم بين الثقافات المختلفة، مما يُساعد على بناء عالم أكثر تسامحاً وتعاوناً، لذا يجب على المجتمعات الحكومية والأهلية العمل معاً للحفاظ على هذا التراث وإحيائه، لضمان استمراريته للأجيال القادمة.
لحفظ التراث الثقافي غير المادي، يجب توثيقه من خلال تسجيل العادات والتقاليد والقصص، حيث يمكن ذلك عبر إجراء مقابلات مع كبار السن وتوثيق تجاربهم، ومن الضروري أيضاً تنظيم ورش عمل ودورات تدريبية لنقل المهارات الفنية والموسيقية للأجيال الجديدة، كما يمكن تعزيز الوعي من خلال الفعاليات الثقافية والمهرجانات التي تسلط الضوء على هذا التراث، وكذلك التعاون مع المؤسسات التعليمية لنشر المعرفة حول أهمية التراث الثقافي، ويجب دعم المبادرات المحلية التي تسعى للحفاظ على هذا التراث لضمان استمراريته وتعزيزه في المجتمع.
وتتعدد أساليب صون التراث الثقافي غير المادي، حيث تشمل التوثيق من خلال تسجيل الحكايات والعادات، التي يمكن تنظيم ورش عمل لنقل المهارات الفنية مثل الحرف التقليدية، وتعزيز التعليم في المدارس حول التراث الذي يسهم في نشر الوعي بين الشباب.
كما يمكن إقامة مهرجانات وفعاليات ثقافية لتعزيز الفخر بالتراث ودعم المبادرات المحلية والمجتمعات الصغيرة يعزز من استدامة هذه الثقافات، والتعاون مع المؤسسات الحكومية وغير الحكومية لتطوير سياسات تحمي التراث، ويمكن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لنشر المعلومات والتوعية بأهمية هذا التراث مما يساعد في الوصول إلى جمهور أوسع.
بهذه الخطوات يمكننا تحقيق اسرع طريق لنشر ثقافة الاهتمام بهذا المحور الكبير في تاريخ الامم والشعوب ومعرفة الماضي وتوثيق الربط الثقافي بين الاجيال والاستفادة من تجارب وحكم الماضين من كتاب ومثقفين واساتيذ في مختلف صنوف المعرفة.
وهذا ما نسعى لتحقيقه في المركز عبر نافذة قصر الثقافة والفنون في محافظة النجف الاشرف بالتواصل مع المركز العام لتحقيق افضل الفعاليات وتوثيق تراث مدينتنا المقدسة وبلدنا العزيز.
بقلم: مستشار التدريب صفاء مهدي السلطاني/مسؤول المركز الوطني لحفظ التراث الثقافي غير المادي/قصر الثقافة والفنون في النجف الاشرف
عذراً التعليقات مغلقة