النجف اليوم/ متابعة..
تُعاني أثير حمود عبدالله حزام من فشل كلوي حاد ألزمها المداومة على مدى خمس سنوات متتالية لجلسات الغسيل الدموي في مركَز الكلى بمستشفى الثورة العام، الآلام التي تعاني منها أثير تدمي قلبَ أي إنْسَان يشاهد هذه الفتاة التي تجاوزت كما تقول الخمسة عشر ربيعاً، وتحاوِلُ التغلبَ على آلامها، خَاصَّة أنها لا تستطيع أَيْضاً المشي بإقدامها؛ بسبب هشاشة في العظام أصيبت بها خلال السنتين الماضيتين أثناء العدوان الأمريكي السعودي على اليمن.
وتضيف: لم نستطع شراء أدوية العظام لارتفاع سعرها وأنا من اسرة محدودة الدخل من همدان شمال العاصمة صنعاء، ولم أجد أية مساعدة من أية منظمات إنْسَانية محلية أَوْ دولية، ويكفي والدي أن يأتي بي إلى مركَز الغسيل الكلوي بمستشفى الثورة العام بصنعاء مرتين في الأسبوع، وهذا لا شك مكلف ومرهق جِدًّا لأسرتي.
وتقول أثير عبدالله وهي تحاول أن تبتسم لإخفاء حزنها وآلامها: لقد جئتُ إلى هذه الدنيا بعيب خُلقي، وهو أن لديّ كليةً واحدةً، ومع ذلك أصبت بالفشل الكلوي، وَأسرتي لم يقصّروا معي، فقد حاول والدي جمْعَ مبلغ من المال تكاليف سفري للخارج للعلاج، كلّف ذلك أسرتي بيْعَ ما نتملك من أرض زراعية، بالإضَافَة إلى تبرعات مالية من فاعلي الخير. وأُجريت لي بإحْــدَى مستشفيات مصر عملية قسطرة عبر المثانة إلى الكلية، انتهت العملية بفشل حاد للكلية.
حاليا أثير مستمرة في الغسيل الدموي على مدى خمس سنوات متتالية في مركز الكلى بمستشفى الثورة الحكومي بصنعاء، كُلّ أحد وأربعاء، بمعدل جلستين في الأسبوع الواحد.
وتختتم أثير حديثَها لصحيفة المسرة قائلة: حاليا لا أخفي عليكم أنني أنتظر الموت، خَاصَّة مع الحديث المتكرر عن النقص الحاد في محاليل ومستلزمات الغسيل، بالإضَافَة إلى الأدوية الطبية التي نحتاجُ لها، كنا نسمعُ سابقاً أن المنظماتِ الدوليةَ توفر هذه المحاليل وحاليا مع العدوان على اليمن خف نشاط هذه المنظمات ونسمع بين حين وآخر أن مركز الغسيل سيتوقف عن العمل، الأمر الذي ضاعف من متاعبنا وأوجاعنا الجسدية والنفسية..
الوضع صحي يهدد المرضى بالموت
وكما هو واضحٌ فقد ألحق العدوان الأمريكي السعودي على اليمن على مدى السنوات الثلاث الماضية دماراً هائلاً في مختلف القطاعات، ومنها القطاع الصحي الذي لم يسلم حتى من قصف طيران العدوان، ويعتمدُ القطاعُ الصحي عادةً على مساعدات المنظمات الدولية، خَاصَّةً أثناء انتشار الأوبئة والأمراض المزمنة.
وتتعاظم يوماً بعد آخر مع استمرار العدوان مشاكلُ القطاع الصحي ويتفاقم الوضعُ الدوائي؛ بسبب سياسات تحالف العدوان على اليمن والتي كان آخرها قراره مطلع الشهر الماضي تشديد الحصار بإغلاقه كافة المنافذ اليمنية الجوية، والبرية، والبحرية، وكما هو الحال هذا الإجراء حال دون دخول المساعدات الإنْسَانية والطبية اللازمة إلى اليمن، الأمر الذي ضاعف من معاناة اليمنيين كافة وفاقم أوضاع المرضى خَاصَّة مرضى الكلى.
ويحظى مرضى الكلى برعاية ودعم طبي لخصوصية حالاتهم التي تستوجب الرعاية لدواعيَ إنْسَانية، حيث تخصِّصُ وزارةَ المالية لوزارة الصحة ميزانيةً ماليةً لشراء أدوية التثبيط المناعي الخاص بزارعي الكلى التي يحصلون عليها مجاناً “السليسبت، ونروال، والبروجراف” عبر برنامج الإمداد الدوائي بوزارة الصحة.
وتوقف برنامج الإمداد الدوائي بوزارة الصحة عن إمداد الصيدلية المركزية بمستشفى الثورة الحكومي بصنعاء بأدوية التثبيط المناعي لعوز مالي يعاني منه البرنامج، حسب القائمين عليه، في المقابل تعاني وزارة الصحة من عجز تام عن تقديم أدنى خدمة لأَكْثَر من 28 مركزاً لعلاج مرضى الكلى في اليمن، في الوقت الذي توقفت فيه العديد من المنظمات الدولية عن دعم معظم تلك المراكز.
وأمام اشتداد الحصار الذي يحول دون دخول المساعدات الإنْسَانية إلى اليمن وَالغياب التام للدور الحكومي يتزايد الشعور بالخوف من كارثة إنْسَانية وشيكة الحدوث.
عذراً التعليقات مغلقة