النجف اليوم/
دعا رئيس منظمة أصول للتطوير الاقتصادي خالد الجابري إلى تغيير أساليب البناء لتكون متناغمة مع التغيّرات البيئية والارتفاع في درجات الحرارة خلال الصيف، مشيراً إلى أنَّ البنايات الحديثة في أغلب دول العالم لا تستهلك كميات كبيرة من الطاقة الكهربائية مقارنة بالعراق.
وقال الجابري إنَّ مدينة بغداد تستهلك أكثر من 50 % من الإنتاج حالياً وارتفاع العجز إلى 18 ميغاواط، في وقت الحلول فيه متوفرة وتحتاج إلى تفعيل ومتابعة من الجهات المعنية.
وأضاف أنَّ “إجمالي استهلاك الكهرباء في العراق يذهب بشكل رئيس إلى المباني السكنية والحكومية، وليس إلى القطاعات الصناعية أو الزراعية أو أي نوع آخر من الإنتاج”، موضحاً أنَّ بغداد تمتاز بوجود عدد كبير من المباني والمنازل والمجمعات والجامعات ومن المتوقع أن نشهد زيادات كبيرة ومستمرة مع دخول المزيد من هذه المباني إلى الخدمة بشكل متكرر وللتأكيد على ذلك يمكننا تخيل عدد الوحدات السكنية في شارع مطار المثنى وحده، وتتكرر هذه الظاهرة في المدن التي تشهد تطوراً عمرانياً سريعاً ونمواً واضحاً مثل البصرة وكربلاء والأنبار والموصل وغيرها
من المدن العراقية.
وأشار إلى أنَّ المسؤولية ليست على وزارة الكهرباء وحدها بل أمانة بغداد تتحمل مسؤوليات كبيرة في هذا المفصل، باعتبارها الجهة التي تسيطر على خدمات وتطوير المدينة الأكثر استهلاكًا للكهرباء في العراق.
ويرى الجابري أنَّ “أي تصريح بناء يصدر في بغداد، سواء كان مجمعاً سكنياً أو منزلاً أو مبنى تجارياً أو مبنى سياحياً يعد بمثابة زيادة كبيرة في استهلاك الكهرباء، أو بشكل أدق، هو عقبة في سبيل توفير الكهرباء بشكل مستدام، والأسباب وراء ذلك كثيرة مثل التصاميم المعمارية الخارجة عن المعايير والضوابط العالمية والعمل بدون استشاري والإنارة وأجهزة التكييف وتوزيعها والعوازل ومساقط الشمس والغطاء الظلي للمدينة وغيرها من الأمور المشخصة التي لكل واحد منها حل بسيط وسهل يحتاج لسلطة قرار ومتابعة فقط.
أما المختص في الشأن الاقتصادي مرتضى الخفاجي فقال إنَّ العالم شهد تطويراً في واقع البناء، وباتت هناك طرق متطورة تتناسب والتوجهات العالمية في بناء مدن صديقة للبيئة تتناسب والتغيرات المناخية التي تشهدها المعمورة.
وأشار إلى أنَّ العراق يحتاج إلى حجم بناء ضخم في جميع مناطق البلاد، الأمر الذي يحتم علينا اعتماد طرق بناء متطورة لا تتطلب استهلاك طاقة كهربائية كبيرة، بل يجب أن تعتمد طرق البناء الذكي التي تعتمد في دول تعيش في واقع قريب
من واقع العراق.
ولفت إلى أنَّ العراق بات جزءاً من البلدان التي تكون منظومة لمقاومة التغيرات المناخية التي باتت تهدد شعوب العالم، الأمر الذي يحتم علينا اعتماد طرق وأساليب بناء لا تستهلك طاقة كهربائية عالية.
ونبه إلى أنَّ المؤسسات المعنية يجب أن تذهب باتجاه تبني طرق بناء متطورة لا تحتاج إلى استهلاك كميات كبيرة من الطاقة الكهربائية، وأن يتم إلزام الشركات المنفذة بالاتجاه صوب هذا النوع من الأبنية.
عذراً التعليقات مغلقة