النجف اليوم/
تعتبر النجف الاشرف من المدن الضاربة في التأريخ حيث ذهبت بعض الروايات المنقولة عن الأئمة عليهم السلام أن النجف هو الجبل الذي قال عنه ابن نوح ((سآوي إلى جبل يعصمني من الماء)) ، وكان في المنطقة بحر يسمى بحر (الني) ثم جف بعد ذلك فقيل ((ني جف، فسمي نيجف ثم صار بعد ذلك يسمونه (نجف) لأنه كان أخف على ألسنتهم)) .
يعود تاريخ منطقة النجف إلى عصور قديمة سبقت ظهور الإسلام حيث أن تاريخ هذه المنطقة لم يبدأ بنشوء مملكة الحيرة كما يتصور البعض فهو أبعد من ذلك زمنيا ‘ حيث ينقل أن إبراهيم (ع) قد مر بهذه المنطقة واشتراها من السكان المحيطين بها واستوطن فيها كما أشار إلى ذلك ياقوت الحموي
ومن المحتمل انها بنية خلال الربع الأخير من القرن الثالث الهجري في حدود عام (287 هـ) حيث انه عمر القبة وعمر سوراً حولها.
وينسب بناء السور الثاني في مدينة النجف إلى أبي الهيجاء عبد الله بن حمدان، باعتمادنا على قول ابن حوقل: ((وقد شيد أبو الهيجاء عبد الله بن حمدان هذا المكان وجعل فيه حصاراً منيعاً)) ولم تحدد ..
أغلب سكان محافظة النجف من المهاجرين، فبعضهم هاجر إليها من أطرافها ونواحيها، بينما تسكن فيها كذلك عوائل من أصول غير عراقية من إيرانيين وهنود وباكستانيين وأفغان، وفي فترة الثمانينيات هاجر إليها الكثير من أبناء المحافظات الجنوبية الذين تضرروا بسبب الحرب العراقية الإيرانية كالبصرة والعمارة والناصرية.
استمدت النجف الاشرف خصوصيتها بسبب ضمها مرقد الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام وتقول مصادرنا أن رسول الله ( صل الله عليه و آله) ذكر للإمام علي ( عليه السلام ) أنه سيدفن في النجف، وأن الامام أمر أبناءه عند استشهادة بأن يدفنوه في تلك البقعة على وجه الخصوص.
اضافة الى ذلك تضم على اربعة مراقد من الأنبياء ادم ونوح وهود وصالح كما جاء في زيارة امير المؤمنين عليه السلام ( السلام على ضجيعيك ادم ونوح وعلى جاريك هود وصالح ) .
وتعتبر النجف الاشرف المحافظة الأشهر والاهم في العراق فإضافة الى ماذكر ففيها ايضا الحوزة العلمية الشريفة وفيها مشاهد الاولياء والصحابة وكذلك تحتوي مايربو على 974 مسجدا وحسينية وفي مقدمتها مسجد الكوفة ومسجد السهلة المعظمين
بقي ان نذكر في هذا الايجاز ان حدود النجف لم تكن كما هي عليه الآن بل كانت تضم محافظة كربلاء شمالا ومناطق شاسعة من محافظة القادسية جنوبا ومن جهة الغرب بادية النجف التي تمتد للحدود السعودية وفي عام 1977 تم فصلها عن كربلاء وباقي المناطق واصبحت محافظة مستقلة بذاتها يؤمها الملايين كل عام من الداخل والخارج لوجود ضريج الامام علي فيها فهي قبلة للمسلمين في كل انحاء المعمورة اضف الى ذلك مكانتها العلمية والادبية فقد خرجت فطاحل الشعراء امثال محمد سعيد الحبوبي وجعفر الحلي ومحمد مهدي الجواهري وغيرهم الكثير ممن تخرجوا من هذه المدينة الزاخرة بالعلماء والشعراء والادباء ومنهم الشاعر الكبير وهاب شريف الذي كتب لهذه المدينة وتغنى في حاضرها وماضيها حيث يقول في قصيدة ( نجف امير المؤمنين) في جزء منها .
ترك العشيرة وانتمى
لمدينة اخت السما
يكفي بأن أميرها
وعليّها حامي الحمى
صاروا مشاهدة لأن
شهدوا عليّا بعدما
صاروا تلامذة له
من بعد أن كانوا عمى
وتخيّروه مخلّصا
ومؤازرا ومعلّما
وتخيروه أبًا لهم
هم وِلده منّ السما
وبوصفهم كانوا بنان
الناس ماكانوا دمى
هم يفرشون قلوبهم
ويقدسونك ربما
ولأنّ داحي الباب
سيدهم جميعا كلّما
طاحوا بضيق أقبلوا
للقبر طاحوا أنجما
كم أبدع السور القديمُ
محررين ورحّما
كم لائذ فيه ارتمى
كم خائف فيه احتمى
عذراً التعليقات مغلقة