الحجامة ودودة العلق وسايكولوجيا الطب البديل

رئيس التحرير8 فبراير 2021آخر تحديث : منذ 3 سنوات
رئيس التحرير
عامة

78 - وكالة النجف اليوم الاخبارية

النجف اليوم/

مثلت الحجامة جزءاً أساسياً من الممارسات الطبية التقليدية في العديد من المجتمعات، إلا انه بعد أن انتشر الطب الغربي في العالم أجمع، تراجع استخدامها، فضلت مجرد ممارسة تقليدية وظل الأمر كذلك حتى سنوات قليلة ماضية، خاصة بعدما فشل الطب الحديث في علاج العديد من الأمراض، وبعد أن تم اكتشاف العديد من التأثيرات الجانبية للعديد من الأدوية الكيميائية، بدأت العديد من ممارسات الطب التقليدي في الانتشار أو ما يسمى بالطب البديل، ويتم الآن تعليمها وصدرت عنها كتب ونشرت عنها مقالات في صفحات الانترنت كجزء من حركة الطب البديل، كما شاع التداوي بالاعشاب الطبيعية بدلا عن الأدوية بصورة واسعة في المثنى، والدليل على ذلك زيادة أعداد محال الاعشاب وزبائنها في آن واحد.

يقول المواطن كرار قاسم وهو موظف في الهلال الأحمر، في حديث مع “الصباح” “أنا من المدخنين، وقد قمت بالتداوي بالحجامة للتخلص من مادة النيكوتين الموجودة في الجسم والناتجة عن التدخين، ومن المعروف أنّ مادة النيكوتين لها تأثير مشابه لمواد الادمان”، ويضيف “أشار الكثير من المعالجين بالحجامة إلى أنها تساعد في تخفيف مجموعة كبيرة من الأمراض مثل آلام العضلات، وآلام التهاب المفاصل، والأرق، وتحسين الحالة النفسية، وعلاج الاضطرابات الدموية مثل الأنيميا، بالاضافة الى بعض الاضطرابات الجلدية مثل الالتهابات وحب الشباب”.

وأوضح” يمكن للحجامة أن تجدد الكريات الحمراء وتخلص الجسم من السموم، إلا أنها لا تجدد مكونات الدم ككل، ولا تقلل من نسبة الحديد التي يرتبط ارتفاعها بعدد من الأمراض كما تفعل عملية التبرع بالدم التي تفيد أيضا في تخفيض الضغط والوقاية من حدوث الجلطات”.
بينما يقول المواطن علي عبد الله “كنت أعاني اوجاعاً في الصدر وضيقاً في التنفس ثم ذهبت للحجام وذكرت له ما أعانيه وبعد إجراء عملية الحجامة خفّ الألم عني والحمد لله”.
وأضاف “تحتاج الحجامة إلى دراسة علمية موثقة تنطبق عليها المعايير العلمية للدراسات الطبية، وان بعض الآراء ترجح أن الحجامة مفيدة في بعض الأمراض”.
الحجامة من الطب النبوي
و قال المواطن أزهر لطيف “تعد الحجامة من الطب النبوي، کما عرفها الكثیرون في العصر الحدیث تحت عنوان الطب البديل والطب المكمل”.
وأضاف” من ميزاتها البساطة والسهولة دون أن تستعين بأجهزة متطورة لإيجاد التمهيدات اللازمة في المراحل المختلفة للعلاج وتطوير وإكمال المناهج الطبية ولا تحتاج إلى فروع متنوعة خلافاً لعلم الطب ولا إلى قضاء سنوات دراسية كثيرة كفروع الطب المختلفة”، منوهاً إلى أنه” من حيث التجربة تمتلك أطول وأعمق تجربة طوال التاريخ في بلدان كثيرة ومن قبل شخصيات عديدة دينية وعلمية, کما تعد أدوية الأنبياء وأكد جبرائيل على أمرها وإنها وصية الملائكة للرسول الأكرم (ص) في ليلة المعراج وهي تحفة ليلة المعراج”.
أما الحجام ياس خضير فقال “الحجامة هي سحب ومص الدم الفاسد وتسريبه عن طريق استعمال الكاسات من الجسم بسبب تكثفه وامتلائه بالأخلاط الضارة”.
وأضاف” الحجم يعني التقليل أي التحجيم یعني التقليل من الشيء، والحجامة تنقي الدم من الشوائب الدموية والأخلاط الرديئة التي هي عبارة عن كريات دم هرمة وضعيفة من كريات الدم الحمراء والبيضاء، اذ لا تستطيع القيام بعملها على الوجه المطلوب للجسم، بالغذاء الكافي والدفاع عنه من الأمراض”، موضحاً” تسحب بالحجامة هذه الأخلاط الضارة لتحل محلها كريات دم جديدة، إذن أساس تفسير الشفاء بالحجامة هو خروج الدم الفاسد من الجسم، الدم الذي يحمل كريات الدم الحمراء الهرمة أو الأخلاط الضارة التي تصل للدم بطريقة أو بأخرى من جراء استعمال الأدوية المختلفة والكيميائيات”.
واشار خضير الى أن” هذا الدم الفاسد، يتراكم ويتجمع في مناطق معينة أثناء دورته بالجسم، في أعلى الظهر، و هي مناطق تتميز بضعف التدفق والجريان وبطء حركة الدماء والسريان بها، فيكون التخلص منه تنقية لمجرى الدم العام وتسهيلاً وتنشيطاً لتدفق الدم النقي الجديد وتنتج كريات دم حمراء جديدة مكان الفاسدة؛ فيصبح الدم حيويا وصحيا أكثر، وهكذا يستعيد الجسم توازنه الطبيعي من جديد”.
شروط وأدوات الحجامة
ويوضح ياس خضير أن “للحجامة شروطاً فلا نستطيع أن نقوم بها في أي وقت ولأي شخص وان وقتها هو السابع عشر من الشهر العربي لأن الدم في أول الشهر لم يكن بعد قد هاج، وفي آخره يكون قد سكن، اما في وسطه وبعيده فيكون في نهاية التزايد”.
لافتاً الى انه “ينقل عن كتاب القانون لابن سينا قوله، ويؤمر باستعمال الحجامة لا في أول الشهر، لأن الأخلاط لا تكون قد تحركت وهاجت، ولا في آخره، لأنها تكون قد نقصت وقلّت، والأخلاط في وسط الشهر تكون هائجة بالغة في تزايدها لتزيد النور في جرم القمر”.
وأشار إلى أن “من بين أدوات الحجامة كأس المحجمة وهي كأس زجاجية ضيقة الفم، واسعة البطن، وحجمها كالرمانة الصغيرة تعرف بالمحجمة، ومن أدوات الحجامة ايضا قرن الدابة، وأطراف القرون المجوفة لبعض الحيوانات، اذ  يستخدم أحد طرفي القرن لسحب الدم، والآخر يستخدمه الحجام للامتصاص”.
 ويوضح ياس” ان كؤوس الحجامة التي استخدمت قديما كانت مصنوعة من الفخار أو الخزف، اذ كانت تكسر بسهولة، كما تستخدم البامبو ومن عيوبها، أنها لا تصلح لتكرار الحجامة لكونها غير قابلة للتطهير والتنظيف الجيد، أما الآن فتستخدم كؤوس زجاج سميك يصعب كسره أو كاسات بلاستيك وكاسات بلاستيك بها مغناطيس مجهزة بمضخات يدوية مع وجود صمام يتم غلقه وأيضا كاسات مزودة بمضخات كهربائية لتفريغ الهواء”.
وزاد” كاسات الحجامة كاسات شخصية لكل شخص، مع المكبس الخاص بها، وتستعمل لكل شخص كاسات خاصة به ويتم التخلص منها فوراً بعد الانتهاء من الحجامة، وكذلك المشارط وهي متنوعة ومتوفرة في معظم محال بيع الأجهزة والأدوات الطبية، وتأتي بأحجام مختلفة بما يقارب خمسة عشر نوعاً حسب سن المحتجم وبالتأكيد هي معقمة وتستعمل مرة واحدة لكل شخص”.
دودة العلق الطبيَّة
وعن دودة العلق الطبية يقول الحجام ياس خضير:” هي نوع من الديدان التي تعيش في البرك والمستنقعات، وفسّر العلماء القدماء دورها في شفاء الآلام، بأن هذه الديدان تمتص دم المريض، وخروج الدم من الجسم يؤدي إلى الشفاء من المرض لعلق مستعمل منذ القرون الوسطى للقضاء على الالتهابات وإصلاح الخلل المفترض في المزاجات الأربعة”، منوهاً بأن”   أطباء أوروبا استخدموا العلق الطبي منذ حوالي 2000 عام، اذ كانوا يستخدمونه أثناء الجراحات الطبية ليساعد على تدفق الدم في الشعيرات الدموية الدقيقة، ولا يتجلط دم المريض أثناء إجراء الجراحة له. أما في الهند فيستخدمونه كبديل للحجامة، وأنا اليوم استخدم دودة العلق الطبية لعلاج بعض الأمراض مثل حبة بغداد و سكر القدم” .
طب وعلاج بالأعشاب
يقول محمد غريب صاحب محل لبيع الأعشاب الجاهزة:” الأعشاب بصورة عامة، هي مكونات نباتية لا توجد فيها تدخلات كيميائية ومنها علاجية وتجميلية، وكثر الطلب عليها في الآونة الأخيرة لعدم حصول المريض على نتيجة من العلاجات الكيميائية والطبية”، مشيراً إلى” أن بعض الأعشاب غير فعالـــة 100 % وبعضها فعالة، وعملنا طبيعي لا يوجد به ضرر، وكانت الأعشاب سابقا مادة خام توجد فيها أتربة ولا توجد إشارة لنفاد الصلاحية، أما في الوقت الحاضر فالعلاج بالأعشاب يأتي عن طريق شركات متخصصة، أي أعشاب جاهزة مخلوطة ومجربة، ولا ننصح الزبون بخلط الأعشاب بنفسه، فقد يكون لها مردود سلبي، والذي يعمل في هذا المجال تكون لديه خبرة في الأعشاب ومدى فائدتها أو مناسبتها للعلاج”.
 ويرى كرار عبد الرضا صاحب محل لبيع الاعشاب” إن الأعشاب الطبية التي عليها إقبال هي أعشاب مرض الزكام ومنها ورد (البابونج) واليانسون، والسفرجل، وهذه الأعشاب مفيدة لمرضى الربو والزكام، اذ لا يوجد أي ضرر حتى في حال عدم وجود أضرار جانبية فيها”، منوهاً بأن” هنالك خلطات من الأعشاب عليها إقبال مثل الزنجبيل والكمون والقرنفل، ويكون استخدامها بكثرة في فصل الشتاء وهناك من يقوم بأخذ مواد الأعشاب، ثم يقوم بخلطها في المنزل، حسب رغبته، ويلجأ المواطن إلى العلاج بالأعشاب لعدم وجود أضرار فيها على عكس الأدوية الصناعية” .
وزارة الصحة وشروطها العلمية
الناطق الرسمي لوزارة الصحة د. سيف البدر قال لـ{الصباح} : يجب ان نفرق بين الطب البديل وبين طب الاعشاب المستند الى اسس علمية حقيقية ورصينة وبين مايمارسه بعض المشعوذين الذين يمارسون تصرفات مضرة باسم الطب والعلاج ويجدون تشجيعا من البعض فضلا عن تبني بعض وسائل الاعلام افكار هؤلاء المشعوذين .
واضاف البدر ان دائرة الامور الفنية في وزارة الصحة تتابع هذا الموضوع ولديها اقسام معنية بالطب البديل وطب الاعشاب وهناك ضوابط علمية تحدد آليات منح الموافقات الرسمية لفتح هذه المراكز، مؤكدا ان هذه الموافقات تشمل مجالات معينة للاشخاص الذين يحصلون على الموافقات وليس كل الاستطبابات العلمية وان الوزارة تتابع عملهم وتتخذ بحق المخالفين اجراءات معينة حسب نوع المخالفة ونوع الضرر وهو ما ندعو المواطنين الى التعاون مع المؤسسات الصحية لغرض رصد مثل هذه المخالفات المضرة بالمواطنين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 احمد الفرطوسي/ جريدة الصباح

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :عدم الإساءة للكاتب او للأشخاص لو للمقدسات او مهاجمة الأديان او الذات الإلهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم

الاخبار العاجلة